[/COLOR]

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

عالم الكِبار ..




أنا تلك الطفلة ، التي كانت تسترق السمع لِ أحاديث الكبار ظناً منها بإنهم مختلفون
وإن أحاديثهم ذات سمّه فذه من الحماس والغموض المُحبب 
أنا تلك الطفلة ‘ التي كانت تنتعل حذاء والدتها ذا الكعب العالي ، وتلون شفتيها بأحمر الشفاة، وترسُم عيناها بالكحل الاسود بأشد تركيز منها كما يفعلن السيدات
أنا تلك الطفلة التي كانت تضم دميتها القطنية إلى صدرها وتمارس طقوس حنان الأُمهات معها وتحلُم بإبناء آخرون من الدمى !! 
أنا تلك الطفلة ، التي كانت تُطالب والدتُها بإن تحكي لها قصصاً عن الكبار قبل النوم !! 
أنا تلك الطفلة ، التي كانت لاتمل من سُؤال والديها متى أكبُر ؟
أنا تلك الطفلة ، التي كانت تنال أعلى الدرجات الدراسية مُنتقلّه من مرحلة لأخرى لتكبُر هي والمراحل سريعاً.  ! 
أنا تلك الطفلة العجول 
هَرَبتّ من عالم الأطفال لأكبُر بسرعة 
إنجذبت لعالم الكبار مُبكراً .. وكبُرت. !! 
ولكني أُصبتّ بالدهشة!!!
ليتني لم أكبُر !! ليتني لم أستعجل!! 
ولكن لم يعُد بوسعي الرجوع الان 
إلى عالمي الآمن 
إلى عالمي الهادئ 
إلى عالمي النقي .. المُسالِم !!
عالم الأحلام الجميلة 
عالم الشغَبّ والجري تحت المطَر. !! 
عالم قصص ماقبل النوم 
عالم دُميتي القُطنية 
عالم وجه جدتي الحنون 
وأصدقاء الدراسة 
لم أكُن أعلَم بإن عالم الكِبار موحش 
مُخيف !! 
يَكتَظ بالكبار ولايشعُر كُلن منهُم إلا بالوحدة ..! 
فَرَقهُم فَيروس الغَيرَة وأهلكهُم داء الجشَع والطمَع !! 
سُلِبَتّ عقولهُم ولم تَعُدّ تُحركُهم إلا مصالحهم ومطامعهُم الشخصية
أختَلَقوا الحروب!! 
وأفسدوا للحياة جمالها !! 
في عالمهُم .. دُخان أسوَد .. وأمهات تموت .. وأطفال يبكون كثيراً 
في عالمهم .. تذبُل الورود ولاينبُت إلا شوكاً !!
في عالمهم .. تموت معظم الشعوب جوعاً بينما شعوباً أُخرى تَرمي
جماهيراً من الطعام للكلاب 
دخلت إلى عالمهُم بشغف كبير ولكني تعثَرت عند أول مواجهه لي 
عند الباب .. سقطَت دُميتي ، وانكسرَت قَدَمي وتُهت في أول المشوار 
في عالم الكبار …!!! 
وأيقنت الحقيقة المرة مُتأخراً جداً 
بإن الطفولة أجمَل. !
أنقى وأطهر وءأمن !! 
ليتها تعودّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق