يعرف العلماء أن هناك ظاهرة “الحب من النظرة الأولى“، نعم.. ولكنهم قلما ينشغلون بظاهرة “الهرب في النظرة الثانية“، ويندر أن يوجد، من يفكر بالنظرة الثالثة وما يليها. و تعثر المرأة على فارس الأحلام على كوع مصادفة ما، أو في توهج نظرة عابرة، بالطبع، وبعد قليل، قد تجد نفسها وهي تنظر إلى ذيل حصانه الأبيض وهو يعدو هاربا نحو الأفق البعيد بالتأكيد، لأن الأفق بعيد دائما كما نعلم. هكذا تحدث الأمور نظرة فموعد فلقاء.. وما بين النظرة و اللقاء قد تولد حكاية ثم تنتهي.. هنا أعرض عليكن الطرائق الخمس التي تضمن فشل اللقاء الأول..
سطل الألوان
طلاء أظافر بنفسجي أو برتقالي، كحل بحسب الرغبة و أكثر قليلا، أحمر شفاه كثيف و فاقع، رموش طويلة و متطاوله، وطبعا بودره للوجه و الطاولة و الطريق و الماضي و المستقبل، باختصار ماكياج لا يخفي نفسه، حاضر بطغيان كأنه وجه آخر.. هذا ما يمكن أن تحبه نساء ربما.. الرجال لا يتفقن معكن في ذلك.. وعلى أي حال، الاعتماد على ماكياج بسيط ومشغول بعناية يجنبك في حال فشل الموعد، وسالت دموعك في آخر السهرة، الشبه بمهرج حزين.
التهذيب؟ العفوية؟
تختلف الأذواق باختلاف الرجال. هكذا سألت اصدقاء كثيرين عما يقد لا يعجبهم في الموعد الأول، و ما أجمعوا عليه قد يجعلك تعيدين النظر في الفكرة الشائعة عن “العفوية“: الفتاة التي تضحك بإفراط، تلك التي تعلك بفم مفتوح، وتلك التي تتكلم بصوت عال حد أن سكان البناية المجاورة يمكنهم المساهمة في الحديث. الكثير من العفوية غير مفيد لصحة الحب الناشئ.. أترك لكم التفكير في شأن “التهذيب“، الفتاة التي تتكلم بحيث أن الجالس قبالتها على الطاولة لا يسمع ما تقول، ولا تبتسم حتى للدعابة الجيدة.
سيرة و انفتحت
يرتبك الرجل في الصمت، ويخاف أن يبدو مملا أيضا. وهكذا فهو يحب المرأة التي يمكنه ان يتساير معها بسهولة. ولكن الرجل لا يحب المرأة التي لا تترك له فسحة كي يمرر جملة، المرأة التي تستلم الحديث كلما أخذ نفسه أو بلع ريقه أو أخذ رشفة من كأس ماء. المرأة كما نعلم سيداتي تحب أن تقول: أنا في الحقيقة، وأنا حصل معي، أنا كنت، أنا أعرف… أما الرجل فيحب ذلك بالطبع ولكن ليس في الموعد الأول على الأرجح..
الموضة
أنت تحضرين نفسك، تتابعين آخر صيحات الموضة، التيور و الحذاء و القميص و الحقيبة والجوارب و الألوان و القصات و القبعات ووو تجمعين كل عناصر القوة إذن من أجل اللقاء الحاسم الذي جاء بعد النظرة الأولى طبعا؟ تصلين إلى الموعد تكتشفين ان الرجل لا يحب بالضرورة “الموديل” الذي ترسمه آخر صيحات الموضة، لايعرف حتى ما عليه أن يفكر أمام كل ذلك، بعضهم لا ينتبه حتى ويعتقد أنه يرى اشياء غريبة فقط. ويمكنك أن تحزري من ابتسامته الباهتة والجادة أنه يعتقد ان كل ذلك ليس إلا دليلا على “السطحية“. الكثير من الموضة لا يعني غالبا مزيدا من الجمال كما تعلمين.
أخيرا. الهاتف.
لديك هاتف ذكي بالطبع، كوني أكثر ذكاء لا تدعيه يرن كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق