[/COLOR]

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

مريحة جدا للنوم لكنها فظيعة لممارسة الجنس !




















حققت فرشة السرير المطروحة خلال السنوات القليلة الماضية في الولايات المتحدة الأمريكية من نوع memory-foam mattress ، وهي فرشة رغوية تأخذ شكل الجسم ومن هنا أتت كلمة الذاكرة، طفرة كبيرة في المبيعات مستحوذة على نحو 20% من إجمالي سوق الفرشات الأمريكية.

وعلى الرغم من أن الفرشة الجديدة تمنح مستخدمها نوما مريحا وعميقا إل
ا أنها تجعل من ممارسة الجنس تحديا صعبا.

فقد تم اكتشاف أمر مفاجئ داخل حجر النوم الأمريكية. هناك أعداد غفيرة من الأمريكيين الذين يعدون حجر نومهم بأفخم وأنعم الفرشات. لكن، في حين أن تلك المنتجات تعنى بالجسم فقط أثناء مرحلة النوم إلا أنها تؤرق البعض أثناء ممارسة الجنس.

وتدور الشكوى الرئيسية حول فقدان قوة الجذب والشهية عند الرغبة بممارسة الجنس. فقد كتب أحد من أشتروا تلك الفرشة على الإنترنت "انها مثل م
فرشة رغويةحاولة للقيام بذلك في الرمال المتحركة". وقد عبر عن ذلك المحلل النفسى "سارى إيكلر كووبر" بكل وضوح قائلا: "لا توجد مقاومة تماما فى الركبتين والقدمين أى شخص كان فى الوضع السفلى فإنه حتما سيغوص فى السرير".

هذه هى فرشات ميمورى فوم التي حققت أعلى نسبة نمو في المبيعات في سوق الفرشات  الأمريكية والتى تبلغ بالمجمل 4.6 مليار دولار. وقد قفزت الحصة السوقية لشركة فرشات ميمورى فوم من 14% إلى ما يقرب 20% من إجمالي السوق في غضون السنوات الثماني الماضية. وبعبارة أخرى فإن مشتري تلك الفرشات يوزنون المخاطر – ممارسة حميمية سيئة مقابل نوم جيد بالتأكيد وجاءت أصواتهم بإختيارهم للنوم الأفضل.

ليس سرا أن الناس تشعر بالتعب والإرهاق فى هذا الزمن المتسارع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن شريحة كبيرة من مشتري فرشات ميمورى فوم يعانون من مشكلة أخرى ألا وهى هشاشة العظام. فمعظم الناس يريدون الاستمتاع بنوم عميق ومريح ولكن على حساب ممارسة الجنس؟

وقد أثارت فكرة ممارسة الجنس مقابل النوم بعض الأفكار التسويقية الحماسية في صناعة الفرشات. فقد أطلقت شركة "سيلي (ZZ)" ، أكبر صانع للفرشات التقليدية، حملة إعلانية مثيرة جديدة خلال المباريات النهائية لدورة كرة القدم الأمريكية العام الماضي. ويتضمن الإعلان ذو ال 30 ثانية مجموعة من الأزواج بين شراشف الأسرة وتبدو وجوههم متوهجة فى حالة من الإشباع الجنسي.

وحتى لا تمضى تلك النقطة عليك فإن كلمات ذلك الإعلان والتى كانت "قليلا من الحب فى الصباح الباكر" جاءت فى خلفية الإعلان. وجاء الإعلان التجارى والذى حصد أكثر من 2 مليون مشاهدة على موقع Youtube بشعار فى نهايته "مهما كان فعلك فى السرير فإن فرشات سيلى تدعمه".

وكان الهدف جليا من هذه الإعلانات لشركة (تمبيور بيديك) ومؤشرها فى البورصة (TPX) وهى الشركة التى تصنع الأغلبية العظمى من فرشات ميمورى فوم. ومنذ قيام شركة (تمبيور بيديك) بإصدار أسهما لإكتتاب العام في عام 2003 ارتفع سعر السهم للشركة نحو 273%. وارتفعت المبيعات إلى 1.4 مليار دولارمتصدرة جميع مصانع الفرشات الأخرى. لكن الإرتفاع الذى شهدته شركة (تمبيور بيديك) شهد بعض الإنخفاض فى السنوات الأخيرة مع بدء شركة (تراديشيونال ما

تريسيس) بتصنيع فرشات ميمورى فوم .


وقد إرتفع سهم شركة (تمبيور بيديك) خلال الفترة من شهر يناير من العام الحالى إلى منتصف شهر إبريل بنسبة 66% محققا أعلى مستوياته بنحو 87 دولارا. وقد ذكرت الشركة بعد نتائج الربع الأول وجود منافس جديد بدء فى شق طريقه ألا وهو شركة Serta ICompfort Line  فى مجال تصنيع فرشات ميمورى فوم الأمر الذى أدى لإنخفاض سهم شركة (تمبيور بيديك) بنسبة 21% فى يوم واحد. وقد واصل السهم إنخفاضه ليغلق مؤخرا عند 52.3 دولار.

ووفقا لشركة (فاكت ست) للأبحاث فإن الأربعة عشر محلل الذين يغطون شركة (تمبيور بيديك) هدفهم هو الوصول إلى متوسط سعرى للسهم بنحو 78.75 دولار. مما يجعل ذلك رهانا مغريا للتجار. ولكن نمو الحصة السوقية للشركة يبدو أنها على أعتاب النهاية.

وقد لاحظ "براد توماس" المحلل فى بنك (كى بانك للأسواق الرأسمالية) أن العائدات المحلية لشركة (تمبيور بيديك) قد نمت بنسبة 17% في الربع مقارنة مع نمو الصناعة نفسها بنسبة 19%. ونظرا للمقاييس المنخفضة والتذبذب الكبير فى السهم قد يدفع المستثمرين على المدى الطويل إلى إخفاء أموالهم تحت الفراش.

أما شركة (سيلى)، والتى وصلت متأخرة جدا فى ركب صناعة ميمورى فوم، شهدت إنخفاض أسهمها بنسبة 89% منذ أن طرحت أسهمها للإكتتاب العام بواسطة شركة (كولبرج كرافيس روبرتس KKR بسعر 16 دولار للسهم فى عام 2006. وفي نهاية الأسبوع الماضي تم بيع السهم للشركة بأقل من دولارين. ومن المتوقع أن يصل العائد للشركة بنحو 1.25 مليار دولار وهو أقل بنسبة 27% عن ما وصل إليه العائد إلى ذروته فى عام 2007. وتبلغ القيمة السوقية للأسهم نحو 180 مليون دولار مع دين صافى يبلغ 680 مليون دولار.

شركة (سيلي) تصارع  من أجل العودة فى الصفوف الأولى لمصنعى فرشات ميمورى فوم وليس فقط بالإعلانات المثيرة. فقد أنشأت وحدة خاصة لانتاج منتجات ميمورى فوم بل إنها عرضت منتجا حديثا يهدف إلى معالجة شكوى أخرى تتعلق بتلك الفرشات: وهي أن الفرشات تصبح ساخنة جدا بشكل غير مريح عند حدوث نشاط حركى على سطحها.

وقد إنتقدت شركة (إتش بارتنيرز للإدارة) ثانى أكبر حامل لأسهم شركة (سيلى) تراجعها وتخلفها الشديد عن مثيلتها شركة (تمبيور بيديك) فى صناعة فرشات (ميمورى فوم). ففي الشهر الماضي ساعدت شركة (إتش بارتينرز للإدارة) على الحث للتصويت فى سحب الثقة من إدارة شركة (سيلى) الحالية. ويتطلع الشركاء فى الوقت الراهن إلى الإطاحة بالرئيس التنفيذى لشركة (سيلى).

ومن ضمن الشركات الأخرى التى تعمل فى مجال فرشات الأسرة شركة (سيليكت كومفورت) والتى وصلت مبيعاتها الى 929 مليون دولار هذا العام متخطية بذلك أكبر مبيعات لها فى عام 2006. وتتخصص الشركة في انتاج الفرشات الهوائية والتي يمكن تعديلها لتحديد مستوى صلابتها.

ومادة ميمورى فوم مادة عالية الكثافة تلين كرد فعل ناتج عن حرارة الجسم بل هو على حد سواء أكثر كثافة بل هى أكثر استجابة لحرارة الجسد أكثر من أى رغوة عادية. حيث تتكون من خلايا صغيرة مليئة بالهواء تنضغط عند تعرضها للحرارة. وتفرغ الخلايا الأقرب إلى الجسم الهواء من داخلها مما يسمح لمادة ميمورى فوم أن تتخذ شكل الجسم.

ويرجع تاريخ تلك المادة من عام 1966 عندما قامت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء بتطويرها لإمتصاص الصدمات فى مقاعد المركبة الفضائية. كما تم استخدامها فى خوذات كرة القدم والحشو الداخلية للأحذية. ولا تزال شركة (سيستم داينامك) ومقرها فى ولاية نورث كارولاينا تصنع تلك المادة ميمورى فوم لمقاعد السيارات والطائرات على الرغم من تقادم تلك التكنولوجيا.

وقد طرحت فرشات ميمورى فوم فى الأسواق فى أواخر التسعينيات فى وقت كان الناس ينهكون من عمل على مدار الساعة طوال الأسبوع كانوا حينئذ فى بحث مستميت للحصول على قسط من النوم العميق. بل إن ما يقرب من 60٪ من الاميركيين كانوا يعانون من أعراض الأرق أو اضطرابات النوم وفقا لشركة أبحاث السوق والشركات (ماركت داتا).

وهذا، بدوره، قد خلق سوق مزدهرة لوسائل المساعدة على النوم بما في ذلك الوسائد وحبوب منع الحمل والتكنولوجيا الفائقة، وألات الموسيقى الهادئة والروائح، وبطبيعة الحال، المراتب الممتازة.

وفرشات ميمورى فوم والتي يمكن أن تتكلف في أي مكان إبتدءا من عدة مئات إلى عدة آلاف من الدولارات، ليست هي النماذج الأكثر تكلفة في السوق. فالحجم الأكبر من فرشات شركة (تمبيور بيديك) تتراوح عموما من 3000 دولار إلى 7500 دولار وهذا يتوقف على المواد المستخدمة.

أما الفرشات من إنتاج شركة (دوكسيانا) السويدية مصنوعة من طبقات متعددة أكثر من 1500 مادة هي الأعلى سعرا بكثير بحوالي 10،000 دولار، في حين 15000 دولار تعطيك فرشات من إنتاج شركة (ريليون) والتى يتم تصنيعها فى المملكة المتحدة يدويا. وهناك أيضا شركة (إتش ستينس) السويدية ذات المئة وستون عاما فى ذلك المجال والتى تنتج فرشات (فيفيداس) والتى تقدر بنحو 67000 دولار بطلبات خاصة فقط.

أما الفرشات المخاطة يدويا تملئ بمزيج معقد من شعر الخيل (جيد للتهوية) والقطن والصوف لامتصاص العرق، والكتان للقوة والمرونة. وفرشات ميمورى فوم موجهة فى الأساس إلى الطبقة الثرية مما يجعلها الرفاهية المطلقة لوسائل النوم إذا جاز التعبير.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق